آراء تحليلية

آراء الخبراء المختصين ونظرتهم التحليلية المعمقة حول نتائج "استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي 2020".

آن الأوان ليؤتي "عائد الشباب العربي" ثماره

سونيل جون

سونيل جون

في عام 2008، وأثناء تقديم نتائج استطلاعنا الأول لرأي لشباب العربي، أشرت إلى أن الدراسة تهدف إلى فهم الشريحة السكانية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ما يزيد على 200 مليون شاب وشابة يشكّلون أكثر من نصف سكان العالم العربي. وأوضحت كذلك مدى ضرورة التواصل مع قلوب وعقول الشباب العربي "لضمان امتلاكهم الوسائل المناسبة لتحقيق أقصى إمكاناتهم".

ولكن لماذا الشباب العربي تحديداً؟ ولماذا نستثمر في استطلاع يرصد آمالهم ومخاوفهم وتطلعاتهم؟

إليكم ثلاثة أسباب لذلك: عندما أطلقنا استطلاعنا السنوي لرأي الشباب العربي، كانت المنطقة تفتقر إلى المعلومات الكافية حول هذه الشريحة الديموغرافية المهمة مع أن الكثير من المنتديات العالمية حينها كانت تنادي بالتركيز على استثمار "العائد الديموغرافي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولم يكن لدى صناع السياسات والشركات والمؤسسات الإعلامية ما يكفي من الموارد للحصول على رؤى وافية حول الشباب العربي، وقد جاءت نتائجنا القائمة على الأدلة لتسد فجوة حيوية في المعلومات.

ثانياً، كان من الضروري أن تكون الدراسة مستقلة وذات مصداقية، ولهذا قررنا تمويلها بأنفسنا. وقد كانت تلك مساهمتنا الصغيرة - ولكن المهمة - لخدمة المجتمع.

ثالثاً، أردنا تقديم النتائج الرئيسية للاستطلاع بشكل مفتوح عبر موقعنا الإلكتروني (arabyouthsurvey.com) حتى يتاح للهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني استخدامها بحرية، وأردنا بذلك أيضاً توفير معلومات مهمة حول واحد من أكثر المشاهد الاجتماعية والسياسية حيويةً في العالم ليتم الاسترشاد بها في اتخاذ القرارات الصائبة ووضع السياسات السديدة.

ولكننا لم نكتفِ فقط بإجراء الاستطلاع ونشر بياناته ونتائجه على الملأ. بل أردنا أيضاً توفير مزيد من القيمة عبر دعوة مجموعة من الخبراء الدوليين لكتابة مقالات رأي حول النتائج، وتقديم مضامين ورؤى غنية لمساعدة أولئك الذين لا يعرفون الكثير عن المنطقة. ولدينا هذا العام سبعة محللين مخضرمين يعرضون وجهات نظر مقنعة وقيّمة لفهم المنطقة بشكل أفضل.

ثروة هائلة من البيانات
عندما ألقي نظرة على الثروة الهائلة من البيانات التي جمعها استطلاعنا السنوي طوال السنوات الاثنتي عشرة الماضية، يتراءى واضحاً أمامي – وعلى نحو ملفت للنظر - كيف أن الأفكار التي شاركها الشباب في مقابلاتنا الميدانية الأولى عكست المشهد المتغير للمنطقة. فقد توقعت العديد من استطلاعاتنا الأحداث المستقبلية بما في ذلك الربيع العربي. كما أن الاستياء المستمر في الشارع بين الشباب العربي – ولا سيما شعورهم بالتهميش الاقتصادي والسياسي والاجتماعي - ينعكس في نسختنا الثانية عشرة أيضاً.

يأتي استطلاعنا هذا العام أكثر شموليةً؛ إذ لم نكتفِ فقط بتغطية 17 دولة عربية –وهو العدد الأكبر من البلدان المشمولة حتى الآن - ولكن هذه الخطوة وسّعت كذلك النطاق الجغرافي للدراسة. وقد عدنا إلى سوريا بعد فترة انقطاع دامت تسع سنوات بسبب الصراع وصعود تنظيم داعش الإرهابي في ذلك البلد. وخلال تلك الفترة، رصد الاستطلاع آراء الشباب العربي حول داعش، وأكدوا مراراً على ضرورة مكافحة الإرهاب. وها هي سوريا تعود مرة أخرى إلى الاستطلاع بعد هزيمة التنظيم الإرهابي تقريباً.

قررنا كذلك إضافة السودان لأول مرة إلى الاستطلاع، وهو واحد من أكثر الدول اكتظاظاً بالسكان في شمال إفريقيا، باعتباره جغرافيا رئيسية يتعين دراستها. وقد تأكدت أهمية قرارنا هذا بعد الاحتجاجات الضخمة المناهضة للحكومة التي أطلقها الشباب في البلاد عام 2019 وأدت إلى تغيير القيادة السياسية هناك.

من الاحتجاجات إلى الجائحة
في كل عام، نكشف عن نتائج الاستطلاع في شهر أبريل بعد إتمام العمل الميداني خلال أول شهرين من السنة. ومع تفشي جائحة "كوفيد-19" والإغلاق اللاحق في معظم أنحاء المنطقة، قررنا تأجيل نتائج الاستطلاع ريثما نجد الوقت المناسب كي يتفرغ صناع القرار لاستيعاب نتائج الاستطلاع.

وبينما كنا بصدد اختيار تاريخ جديد لإطلاق النتائج، أدركنا مدى الحاجة إلى رصد نبض الشباب العربي في الشارع - وخاصة مع استمرار انتشار الجائحة - للتحقق مما إذا كانت هذه الأزمة قد غيرت تصوراتهم أم لا، وللتحقق كذلك من صحة نتائج الاستطلاع الرئيسي. وقد شعرنا بالاطمئنان عندما أكد استطلاع "نبض كوفيد-19"، الذي أجري في شهر أغسطس 2020، نتائج الاستطلاع الرئيسي.

براعم السلام
لمعت في الأشهر الأخيرة بارقة أمل مع تفتح براعم السلام في العديد من أزمات المنطقة؛ ومنها تقدم مفاوضات السلام في ليبيا واليمن، وعودة الأوضاع الطبيعية في سوريا والعراق، وتوقيع اتفاقيات أبراهامالتاريخية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل والذي يفتح آفاقاً جديدة للتعاون.

من ناحية أخرى، تواجه دول مجلس التعاون الخليجي العربية مجموعة مختلفة من التحديات وأبرزها العجز الحكومي المتفاقم نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط. ويقول صندوق النقد الدولي إن عائدات النفط في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد انخفضت من 1 تريليون دولار أميركي في عام 2012 إلى 575 مليار دولار أمريكي في عام 2019، وستصل إلى 300 مليار دولار أمريكي هذا العام. ومن المتوقع أن يصل العجز الحكومي لدول مجلس التعاون الخليجي وحدها إلى 490 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023، وهذا استنزاف هائل للإنفاق الحكومي الذي ظل لفترة طويلة الحصن الاقتصادي لدول الخليج. وبالتالي ثمة حاجة ماسة لتحرك إقليمي نحو السلام والازدهار، والخطوة الأولى لذلك تكون في إصلاح السياسات القديمة ووضع عقد اجتماعي جديد.

عائد الشباب العربي
المشاركون الأكبر سناً في استطلاع هذا العام، والذين يبلغون من العمر الآن 24 عاماً، كانوا بعمر 12 عاماً فقط عندما أطلقنا الاستطلاع لأول مرة في عام 2008. وكان أصغر المشاركين، ممن تبلغ أعمارهم الآن 18 عاماً، بعمر الست سنوات حينها. فأي مرحلة تحولية مروا بها خلال تلك السنوات؟ كمواطنين رقميين، يقف هؤلاء الشباب على أعتاب عصر جديد. و"صوتهم لأجل التغيير"، الذي ينعكس في نتائجنا، يذكّر أيضاً بأن الوقت قد حان ليؤتي - عائد الشباب العربي - ثماره.

إن امتلاك فئة شبابية واسعة لا يُترجم تلقائياً إلى عائدٍ يرفد النمو والازدهار الاقتصادي. وصانعو القرار والسياسات في المنطقة يدركون جيداً أنه قد قيل ما فيه الكفاية عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة مشكلة بطالة الشباب المتنامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أإفريقيا والتي تبلغ 30% - وهي الأعلى في العالم. لقد آن الأوان المزيج الصحيح من السياسات وأنظمة التعليم وصولاً إلى تطوير قوة عاملة كفوءة، وتوفير بيئة تكرس دور القطاع الخاص في خلق الوظائف وتحقيق النمو الاقتصادي. لا نريد حتماً أن نرى "جيلاً ضائعاً" آخر.

سونيل جون هو رئيس شركة "بي سي دبليو الشرق الأوسط" )بيرسون كون آند وولف( ومؤسس "أصداء بي سي دبليو"، الشركة الرائدة بمجال استشارات العلاقات العامة في المنطقة، وهو عضو مجلس الإدارة العالمي لوكالة "بي سي دبليو" التي تعتبر واحدة من أهم ثلاث شركات عالمية في قطاع العلاقات العامة. ويقود سونيل أيضا شركة "بروف" المتخصصة في التصميم الإبداعي والتسويق الرقمي، وشركة "بي أس بي ريسيرتش الشرق الأوسط" التي تقدم خدمات الاستطلاع والاستشارات في مجال الأبحاث لدعم الحملات في المنطقة. وكان سونيل وراء إطلاق استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي كمنصة ريادة فكرية فريدة انطلقت في عام 2008 وغدت اليوم واحدة من أهم الدراسات المتخصصة برصد توجهات الرأي العام التي يسترشد بها صناع القرار والسياسات ووسائل الإعلام في المنطقة والعالم.

سونيل جون

رئيس شركة "بي سي دبليو الشرق الأوسط" (بيرسون كون آند وولف) ومؤسس "أصداء بي سي دبليو"
آن الأوان ليؤتي "عائد الشباب العربي" ثماره

Mina Al Oraibi
أفشين مولافي

زميــل أول فــي معهــد الشــؤون الخارجيــة بجامعة جــون هوبكنز للدراســات الدولية المتقدمــة فــي واشــنطن
استمعوا لصوت البراغماتية

Khalid Al Maeena
د. جهاد أزعور

مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى صندوق النقد الدولي
كوفيد-19 يسرّع الحاجة لعقد اجتماعي جديد

Sunil John
إيمان الحسين

باحثة غير مقيمة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن
الشباب العربي وأهمية تجديد الخطاب الديني

Bernard Haykel
مينا العريبي

رئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشيونال"، أبو ظبي
لمساعدة النساء العربيات على كسب حقوق أكثر

Hassan Hassan
حسين إبيش

باحث مقيم أول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن
الإمارات العربية المتحدة نموذجٌ جديد للتعددية الاجتماعية والثقافية والدينية

Hussein Ibish
كيم غطاس

صحفية ومحللة ومؤلفة كتاب "الموجة السوداء: المملكة العربية السعودية وإيران، صراع الأربعين عاماً الذي كشف خفايا الثقافة والدين والذاكرة الجماعية في الشرق الأوسط
إيران وغضب الدول العربية ذات الأغلبية السنية

Raed Barqawi
منى الشقاقي

مراسلة قناة العربية الأخبارية في واشنطن
إذا لم تتمكن من استقطاب اهتمامهم في غضون 8 ثوانٍ ... ستفقدهم

Osama Al Sharif