آراء تحليلية

آراء الخبراء المختصين ونظرتهم التحليلية المعمقة حول نتائج "استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي 2020".

إذا لم تتمكن من استقطاب اهتمامهم في غضون 8 ثوانٍ ... ستفقدهم

كيم غطاس

منى الشقاقي

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مصدر الأخبار الأكثر شيوعاً بالنسبة للشباب العربي. وقد تفوقت على شعبية التلفاز منذ عامين، وتضاعفت شعبيتها اليوم (حوالي 80%) بمقدار 3 مرات كمصدر أخبار رئيسي مقارنة بما كانت عليه قبل 5 سنوات فقط. وهذه النتيجة تعتبر من أهم نتائج استطلاع 2020. ووفق استطلاع أجرته مؤسسة "بيو" Pew مؤخراً؛ تراجعت إلى حد كبير نسبة الشباب الأمريكي (31%) ممن تتراوح أعمارهم ما بين (18 – 24 عاماً) الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي حالياً كمصدر للأخبار. وبشكل لافت، بقيت نسبة الشباب العرب الذين يعتمدون على التلفاز كمصدر أخبار، ثابتة نوعاً ما خلال السنوات الخمس الماضية؛ رغم استهلاك الشباب للمزيد من الأخبار.

أصبح لدى الشباب شغف عارم تجاه الأخبار خصوصاً في هذا العام الحافل بالأحداث، بدءاً من تصاعد حدة التوتر - الأمريكي الإيراني، ومروراً بعملية استهداف القائد قاسم سليماني في العراق، وأخيراً تفشي جائحة "كوفيد – 19" عالمياً. وبات الشباب لا يفارقون هواتفهم الذكية، في بحث دائم بات يمثل من جيل لآخر تحدياً وفرصة في آنٍ معاً بالنسبة لمنشئي المحتوى.

ولفهم هذا التوجه بشكل أفضل، لجأت إلى فريق وسائل التواصل الاجتماعي لدى قناة "العربية". ومنذ مطلع العام الجاري، تضاعف بشكل ملحوظ إقبال الجمهور على منصات "العربية" الرقمية على مواقع "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستجرام" و"يوتيوب" مقارنة بالعام الماضي. ولا عجب أن تكون الشريحة الأكبر من مستخدمي الوسائل الرقمية هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. وثمة عدد كبير من المشاهدين بأمسّ الحاجة لمعرفة آخر الأخبار الموثوقة فيما يتعلق بجائحة "كوفيد – 19"، ولديهم المزيد من الوقت لمتابعة هذه الأخبار بسبب إجراءات الحجر الصحي.

وللمفارقة، كلما ازداد عدد الساعات التي يقضيها المشاهدون على وسائل التواصل الاجتماعي عموماً أصبحت مدة التركيز أقل. فقد علمت من خبيرة وسائل التواصل الاجتماعي في "العربية"، فرح الإبراهيم أن متوسط ​​مدة تركيز متابعينا على مقاطع الفيديو هو دقيقة واحدة على "فيسبوك"، و45 ثانية على"تويتر" ودقيقة و30 ثانية فقط على"إنستجرام"؛ وحده "يوتيوب" يحظى بأطول مدة تركيز وهي 5 دقائق، حيث يقصده الجمهور بحثاً عن مقاطع فيديو أطول.

وبرأي الإبراهيم، فإن الحد الأقصى لمقاطع الفيديو في "تك توك"- والبالغ دقيقة واحدة- يجعل المستهلكين يتوقعون مشاهدة مقاطع فيديو أقصر. وقالت بهذا الخصوص: "إن متابعي المنصات الرقمية سريعي الملل، فإذا لم تتمكن من استقطاب اهتمامهم في غضون 8 ثوانٍ ... ستفقدهم". نعم، 8 ثوانٍ فقط.

ويأتي هذا عقب رحلة عقود طويلة من العمل. فعندما بدأت العمل كمراسلة لصالح قناة "العربية" في واشنطن عام 2004، كان متوسط مدة الفيديوهات التي نصورها 4 دقائق.

بدأت مدة التقارير الصحافية تتقلص تدريجياً حتى أصبحت لا تتجاوز الدقيقتين مؤخراً. وكانت منصات التواصل الاجتماعي في سنواتها الأولى مصدراً للأخبار التلفزيونية. أما الآن، غدت التقارير الإخبارية تواكب توجهات مستخدمي هذه منصات التواصل الاجتماعي. وأنا كصحافية أخشى أن المشاهدين بدأوا يفقدون السياق العام وخلفية المعلومات الإخبارية نتيجة لذلك، ولكن في الوقت نفسه بات الرجوع إلى الفيديوهات الطويلة ضرباً من ضروب المستحيل.

علاوة على ذلك، ثمة اتجاه آخر مزعج وهو الانتشار السريع للأخبار الملفقة والمعلومات المضللة. فقد أظهرت نتائج دراسة مركز "بيو" أن الأميركيين الذين يثقون بمنصات التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي لأخبارهم هم أقل تواصلاً ودراية بما يجري من حولهم، مقارنة بمن يعتمدون على التلفاز أو المذياع أو الأخبار المطبوعة. ولا يمكننا أن نفترض هنا أن حال الشباب العربي بأفضل منهم. ولكن الأمر يصبح مقلقاً بكل معنى الكلمة بمجرد أن تتخيل عدد الأشخاص الذين يعولون على منصات التواصل الاجتماعي للحصول على المشورة الطبية بخصوص جائحة "كوفيد-19".

لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد بعض التوجهات الأخرى المشجعة: فمقاطع الفيديو الأكثر شعبية في قناة "العربية" تتحول بشكل متزايد إلى النوع من التقارير المفصلية والتفسيرية التي توفر السياق لأبرز الأخبار اليومية. فأحد التقارير التي شرحت بالتفصيل سبب هبوط أسعار النفط إلى 1 دولار أميركي للبرميل الواحد في ربيع هذا العام، لاقت رواجاً كبيراً على جميع منصاتنا الاجتماعية أكثر حتى من النجاح الذي حققه التقرير الأصلي والذي تناول الخبر نفسه.

وبالرغم من سرعة تناقل الأخبار الملفقة في قسم التعليقات الواردة على تقاريرنا الصحافية المنشورة عبر منصاتنا الإلكترونية، لاحظ قسم وسائل التواصل الاجتماعية تحسناً بسيطاً في درجة وعي المستخدمين.

وطالب العديد من متابعي منصاتنا الاجتماعي بالمزيد من الشفافية فيما يتعلق بمصادر أخبارنا، مظهرين دهاءً ومهارات تفكير نقدي واضحة. وبالإضافة إلى الجهود المتضافرة التي تبذلها منصات وسائل التواصل الاجتماعي لاستبعاد الأخبار المزيفة بخصوص "كوفيد – 19"، قد تكون هذه المطالبات نقطة تحول تلفت انتباه المزيد من المشاهدين إلى ضرورة التمييز بين الأخبار المزيفة والحقيقية.

كما أنه من جهة أخرى، هناك العديد من الفرص الواعدة التي يجب الاستفادة منها. فعلى سبيل المثال، وسائل التواصل الاجتماعي لا تتيح وصول الشباب بسهولة إلى الأخبار وحسب، بل تعد أداة في يد صنّاع الخبر لمعرفة مدى الاستجابة الفورية، والأخبار التي حصدت عدد تغريدات أو إعجابات أو تعليقات أكثر لأخذ ذلك في الحسبان والعمل على تغطية الأخبار التي تندرج ضمن مجال اهتمام المتابعين مستقبلاً. كما يمكننا أن نوفر العديد من التقارير الإخبارية الموجزة، التي تتناول موضوعاً ساخناً، وتتقصى الحقائق، وتوفر سياقاً وخلفية معلومات، بالإضافة إلى عدة جوانب قابلة للنقاش.

وعلى الرغم من كل هذا الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال التلفاز المصدر الموثوق الأول الذي يواكب من خلاله متابعونا الأخبار العاجلة (غالباً عبر البث الحي للمحطات) وفقاً للفريق الإعلامي الرقمي لدى قناة "العربية". فعندما يحتاج الناس إلى أخبار سريعة وموثوقة، يعلمون أن المحطات الإخبارية المعروفة هي خيارهم الأمثل لهذا الغرض.

منى الشقاقي هي مراسلة مباشرة وصحافية تنقل الأخبار بالصور لصالح "العربية"، الشبكة الإخبارية الرائدة على مستوى العالم العربي. وتقيم الشقاقي في واشنطن العاصمة منذ عام 2004؛ حيث تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع، بدءاً من الانتخابات والسياسات الأمريكية، وصولاً إلى السياسة الخارجية والجاليات العربية والمسلمة الأمريكية. ونقلت االشقاقي الأخبار لأخباررا ًمن أكثر من 30 ولاية أمريكية، وخليج غوانتانامو، ودبي، والأراضي الفلسطينية، وأمريكا الجنوبية. وحازت على منحة "فولبرايت" عام 2004 للدراسة في جامعة كولومبيا بنيويورك والتي حازت منها على شهادة الماجستير في الصحافة، علماً أنها حاصلة على شهادة البكالوريوس من جامعة بيرزيت في رام الله بفلسطين.

سونيل جون

رئيس شركة "بي سي دبليو الشرق الأوسط" (بيرسون كون آند وولف) ومؤسس "أصداء بي سي دبليو"
آن الأوان ليؤتي "عائد الشباب العربي" ثماره

Mina Al Oraibi
أفشين مولافي

زميــل أول فــي معهــد الشــؤون الخارجيــة بجامعة جــون هوبكنز للدراســات الدولية المتقدمــة فــي واشــنطن
استمعوا لصوت البراغماتية

Khalid Al Maeena
د. جهاد أزعور

مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى صندوق النقد الدولي
كوفيد-19 يسرّع الحاجة لعقد اجتماعي جديد

Sunil John
إيمان الحسين

باحثة غير مقيمة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن
الشباب العربي وأهمية تجديد الخطاب الديني

Bernard Haykel
مينا العريبي

رئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشيونال"، أبو ظبي
لمساعدة النساء العربيات على كسب حقوق أكثر

Hassan Hassan
حسين إبيش

باحث مقيم أول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن
الإمارات العربية المتحدة نموذجٌ جديد للتعددية الاجتماعية والثقافية والدينية

Hussein Ibish
كيم غطاس

صحفية ومحللة ومؤلفة كتاب "الموجة السوداء: المملكة العربية السعودية وإيران، صراع الأربعين عاماً الذي كشف خفايا الثقافة والدين والذاكرة الجماعية في الشرق الأوسط
إيران وغضب الدول العربية ذات الأغلبية السنية

Raed Barqawi
منى الشقاقي

مراسلة قناة العربية الأخبارية في واشنطن
إذا لم تتمكن من استقطاب اهتمامهم في غضون 8 ثوانٍ ... ستفقدهم

Osama Al Sharif